في خطوة تعبّر عن التزامها الإنساني والتعليمي، أطلقت كلية معان الجامعية في جامعة البلقاء التطبيقية أولى فعاليات مبادرتها التوعوية “بإرادتي أتحدى”، من خلال زيارة ميدانية إلى مركز الشفاء للاستشارات والتدريب، وذلك في إطار سعيها لترسيخ ثقافة الدمج المجتمعي وتعزيز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
جاءت هذه الزيارة بوصفها انطلاقة فعلية لسلسلة من الأنشطة التفاعلية، التي تهدف إلى تعزيز مفاهيم القبول والتكافل الاجتماعي، وتأكيد أن الإرادة الإنسانية قادرة على تجاوز أي تحدٍ. وقد ساهمت المدرّستان حنين الفناطسة وريم أبوقبيطة في تنظيم الفعالية ومرافقة الطلبة، حيث أكّدتا من خلال مشاركتهما أهمية هذه المبادرات في رفع الوعي بأهمية الانخراط المجتمعي والتطوع، لا سيما بين فئة الشباب الجامعي.
وخلال الزيارة، اطلع الطلبة على الخدمات التأهيلية التي يقدمها المركز للأطفال، وتفاعلوا مع الكوادر العاملة فيه ضمن جولة تعريفية شاملة. كما جرى لقاء موسّع مع الدكتور أمجد الشاويش، مدير مركز الشفاء، لمناقشة آفاق التعاون المستقبلي في مجالات التدريب والدعم المشترك، حيث لاقت الزيارة ترحيبًا واسعًا من إدارة المركز وكوادره.
من جانبه، أعرب عطوفة الأستاذ الدكتور سطام الخطيب، عميد كلية معان الجامعية، عن فخره بإطلاق هذه المبادرة النوعية، مشيدًا بحيوية الطلبة ودورهم الفاعل في التغيير الإيجابي. وأكد أهمية توجيه الطاقات الطلابية نحو مشاريع إنسانية تُعزز مفاهيم الانتماء والمسؤولية الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الكلية تسعى إلى إعداد جيل واعٍ يرى في التنوع قوة، وفي التحدي فرصة للتطور.
وقد تميزت الفعالية بأجواء مليئة بالتفاعل والبهجة، حيث شارك الطلبة والأطفال في مجموعة من الأنشطة الترفيهية والإبداعية كالرسم والتلوين، ما أسهم في خلق لحظات من التواصل الإنساني والانفتاح بين الجميع. واختُتم اللقاء بتوزيع هدايا رمزية تحمل رسائل دعم وتقدير.
وخلال الفعالية، تم الإعلان رسميًا عن انطلاق مبادرة “بإرادتي أتحدى” كمنصة إنسانية وتوعوية تسعى لإشعال وعي مجتمعي وطلابي جديد، يقوم على الإيمان بأن الإعاقة ليست عائقًا، بل تحدٍ يمكن تجاوزه بالإرادة والتكافل.
ومن المقرر أن تستكمل المبادرة فعالياتها بندوة توعوية تُعقد في الكلية تحت عنوان “فن التعامل مع ذوي الإعاقة – مسؤوليتنا المجتمعية تجاههم”، بمشاركة نخبة من المختصين والمهتمين، لبحث سبل تعزيز ثقافة الدمج والتعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية في دعم هذه الفئة.
وتؤكد كلية معان الجامعية من خلال هذه المبادرة أن رسالتها لا تقتصر على التعليم النظري، بل تمتد لتشمل بناء الإنسان الواعي والفاعل، الذي يدرك أن الشمولية هي جوهر المجتمع الحقيقي، وأن القوة تكمن في التنوّع، والإرادة أساس الإنجاز.